أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : التكافل المجتمعي واجب الوقت

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : التكافل المجتمعي واجب الوقت ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 25 شعبان 1444 هـ ، الموافق 17 مارس 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 مارس 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : التكافل المجتمعي واجب الوقت :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 مارس 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : التكافل المجتمعي واجب الوقت ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 مارس 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : التكافل المجتمعي واجب الوقت ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 17 مارس 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : التكافل المجتمعي واجب الوقت : كما يلي:

 

 أولًا: أهميةُ التكافلِ المجتمعِيِّ  ومنزلتُهُ في الإسلامِ

ثانيًا: صورُ ومظاهرُ التكافلِ المجتمعِي.

ثالثًا: كيفَ نستقبلُ رمضانَ؟

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  17 مارس 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : التكافل المجتمعي واجب الوقت : كما يلي:

 

 خطبةٌ بعنوان التكافلُ المجتمعٍيُّ واجبُ الوقتِ

بتاريخ: 25 شعبان 1444هـ 17 مارس 2023م

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ مُحمدًا بدُهُ ورسولُهُ ﷺ. أمَّا بعدُ:

 العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير 

أولًا: أهميةُ التكافلِ المجتمعِيِّ  ومنزلتُهُ في الإسلامِ

يُعَدُّ التكافلُ المجتمعيُّ مِن أهمِّ المبادئِ الإسلاميةِ التي يقومُ عليهَا هذا الدينُ الحنيفُ، ويقصدُ بالتكافلِ المجتمعِي: أنْ يكونَ أفرادُ المجتمعِ مشاركينَ في المحافظةِ على المصالحِ العامةِ والخاصةِ، ودفعِ المفاسدِ والأضرارِ الماديةِ والمعنويةِ، بحيثُ يشعرُ كلُّ فردٍ فيهِ أنَّهُ إلى جانبِ الحقوقِ التي لهُ، وأنَّ عليهِ واجباتٍ للآخرين، وخاصةً الذين ليس باستطاعتِهِم أنْ يحققُوا حاجاتِهِم الخاصةَ، وذلك بإيصالِ المنافعِ إليهِم ودفعِ الأضرارِ عنهُـم.

وقد غرسَ الرسولُ ﷺ هذه المعاني في نفوسِ صحابتهِ الكرامِ، ومِن أبرزِ هذه الصورِ، التكافلُ والتضامنُ بينَ الصحابيينِ الجليلينِ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ وسعدِ بنِ الربيعِ، فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:” قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ فَآخَى النَّبِيُّ ﷺ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ؛ وَكَانَ سَعْدٌ ذَا غِنًى فَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ أُقَاسِمُكَ مَالِي نِصْفَيْنِ وَأُزَوِّجُكَ. قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ.” (البخاري).

 فسعدُ بنُ الربيعِ ضربَ لنَا أروعَ الأمثلةِ في الإيثارِ والتضامنِ والتكافلِ والتعاونٍ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ ضربَ لنَا أروعَ الأمثلةِ في العفةِ والزهدِ، فما أجملَ مواساةَ وكفالةَ الأنصارِ للمهاجرين، فَعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ المَدِينَةَ أَتَاهُ المُهَاجِرُونَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا قَوْمًا أَبْذَلَ مِنْ كَثِيرٍ وَلَا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً مِنْ قَلِيلٍ مِنْ قَوْمٍنَزَلْنَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، لَقَدْ كَفَوْنَا المُؤْنَةَ وَأَشْرَكُونَا فِي المَهْنَإِ، حَتَّى لَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالأَجْرِ كُلِّهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ” لَا مَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ لَهُمْ وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ”. ( الترمذيُّ بسندٍ صحيحٍ ) .

وهذا مثالُ آخرٌ في التكافلِ والبرِّ، فعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ:” النَّبِيُّ ﷺ: إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ.” (متفق عليه).

فأنتَ ترَى مِن خلالِ هذه النصوصِ أنَّ المسلمينَ كلَّهُم كالفردِ الواحدِ وكالجسدِ الواحدِ، تسعدُ الأعضاءُ كلُّهَا بسعادتهِ وتحزنُ لحزنهِ، فعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:”مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”(مسلم).

وعَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:” إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.” (متفق عليه)؛ وهنا تصويرٌ بلاغيٌّ للتضامنِ بينَ أفرادِ المجتمعِ صورَهُ لنَا النبيُّ ﷺ، حيثُ شبَّهَ الأفرادَ باللبنِ في الجدارِ، وشبَّهَ المادةَ التي تمسكُ اللبنَ وتشدُّ بعضهُ بعضًا بالعلاقاتِ والتضامنِ الذي بينَ أفرادِ المجتمعِ، فإذا فسدتْ المادةُ التي تمسكُ البنيانَ وتشدُّهُ فلا شكَّ أنَّ مصيرَهُ إلى زوالٍ وانهيارٍ وهدمٍ، وكذلك العلاقاتُ الإنسانيةُ والأخلاقيةُ والتضامنُ بينَ أفرادِ المجتمعِ إذا فسدتْ فإنَّ المجتمعَ مصيرُهُ كذلك إلى زوالٍ وانهيارٍ وهدمٍ!! ومِن هنا تأتِي أهميةُ التضامنِ والتعاونِ والتكافلِ في بناءِ المجتمعِ المسلمِ القويمِ.

 العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : التكافل المجتمعي واجب الوقت

ثانيًا: صورُ ومظاهرُ التكافلِ المجتمعِي.

للتكافلِ المجتمعِي صورٌ ومظاهرُ تشملُ جميعَ أطيافِ المجتمعِ والدولِ، مِن أهمِّ هذه الصورِ:

التكافلُ بينَ الأفرادِ: ولا سيَّمَا كفالةُ الأغنياءِ للفقراءِ. فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:” بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ؛ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ. قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ.” (مسلم).

ومنها: التكافلُ بينَ الأبناءِ والآباءِ: فإذا كان الأبوانِ يكفلانِ أبناءَهُم في صغرِهِم وضعفِهِم، فعلى الأبناءِ أن يقومُوا بكفالةِ الأبوينِ، ولا سيَّمَا في مرحلةِ الكبرِ والشيخوخةِ، قال تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [الإسراء: 23-24].

 فاللهُ تعالى أمرَنَا بالإحسانِ إلى الوالدينِ وكفالتِهِمَا؛ لأنَّهُمَا في هذه المرحلةِ في افتقارٍ إلى الرحمةِ والعنايةِ، وليس مِن الوفاءِ أنْ نكرمَهُم ونبرَّهُم ونحتفلَ بهم في يومٍ واحدٍ، ثم نهملَهُم وننشغلَ عن كفالتِهِم ورعايتِهِم بقيةَ العامِ.

وقد كان سلفُنَا الصالحُ – رضي اللهُ عنهم – يسعونَ جاهدينَ إلى أداءِ حقوقِ آبائِهِم وأمهاتِهم، فقد رأَى ابنُ عمرَ  – رضي اللهُ عنهما – رجلًا يطوفُ بالكعبةٍ حاملًا أُمَّهَ على رقبتهِ فقال: يا ابنَ عمرَ أترى أنّي جزيتُهَا ؟ قال: لا! ولا بطلقةٍ واحدةٍ ولكنكَ أحسنتَ واللهُ يثيبُكَ على القليلِ كثيرًا . وروي أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ، فَقَالَ: ” إِنَّ لِي أُمًّا بَلَغَ بِهَا الْكِبَرُ، أَنَّهَا لَا تَقْضِي حَاجَتَهَا إِلَّا وَظَهْرِي لَهَا مَطِيَّةٌ، أُوَضِّئُهَا، وَأَصْرِفُ وَجْهِي عَنْهَا، فَهَلْ أَدَّيْتُ حَقَّهَا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ حَمَلْتُهَا عَلَى ظَهْرِي، وَحَبَسْتُ عَلَيْهَا نَفْسِي؟ قَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ تَصْنَعُ ذَلِكَ بِكَ وَهِيَ تَتَمَنَّى بَقَاءَكَ، وَأَنْتَ تَصْنَعُ ذَلِكَ وَأَنْتَ تَتَمَنَّى فِرَاقَهَا “. ( البر والصلة لابن الجوزي).

ومنها: التكافلُ مع المسنينَ والضعفاءِ: فقد اهتمَّ الإسلامُ اهتمامًا كبيرًا بالمسنين وذوِي الشيبةِ والضعفاءِ؛ وذلك لأنَّهم في مرحلةِ الضعفِ العُمريةِ، والإنسانُ أحوجُ ما يكونُ للعونِ والمساعدةِ والكفالةِ في هذه المرحلةِ، وقد حثَّنَا ﷺ على رعايةِ المسنينَ والضعفاءِ فقَالَ:” إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ”. (أبو دواد والطبراني بسند حسن). وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :” مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ “. ( الطبراني والترمذي وقال: حديث غريب).

وقد كانَ الصحابةُ رضي اللهُ عنهم يتسابقونَ إلى ذلك، فقد روى أبو نُعيمٍ في «حليةِ الأولياء» أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رضي اللهُ تعالى عنه خرجَ في سوادِ الليلِ فرآهُ طلحةُ، فذهبَ عمرُ فدخلَ بيتًا ثم دخلَ آخرَ، فلمَّا أصبحَ طلحةُ ذهبَ إلى ذلك البيتِ فإذا بعجوزٍ عمياءَ مقعدةٍ، فقال لها: ما بالُ هذا الرجلِ يأتيكِ؟ قالتْ: إنَّهُ يتعهدُنِي منذُ كذا وكذا يأتينِي بمَا يُصلحُنِي، ويخرجُ عنِّي الأذىَ، فقالَ طلحةُ: ثكلتكَ أمُّكَ يا طلحةُ أعثراتِ عمرَ تتبعُ؟!

ومنها: التكافلُ بينَ الدولِ: وهو الذي ترسمُ ملامحَهُ الآيةُ الكريمةُ:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[الحجرات: 13]، فهي تعلنُ مبادئَ تضامنٍ دولِي بموجبهِ تنتظمُ كافةُ المجتمعاتِ الإنسانيةِ في رباطٍ عالِمي، هدفُهُ النهائيُّ والحقيقيُّ إقامةُ مصالحِ العالمين ودفعُ المفاسدِ عنهم، وتبادلُ المنافعِ فيما بينهُم، ماديةً ومعنويةً، علميةً وثقافيةً واقتصاديةً، مع الحفاظِ على خصوصياتِ وكيانِ كلِّ مجتمعٍ، دونَ تهديدٍ لتلك الخصوصياتِ بما يهدمهَا أو يلغيهَا، وأساسُ ذلك إحساسُ الجميعِ بوحدةِ أصلِهِم ومنشأهِم ومصيرهِم.

وهكذا يشملُ التكافلُ المجتمعِيُّ جميعَ الأفرادِ والأسرِ والمؤسساتِ والدولِ، فيعيشَ الجميعُ في تراحمٍ وتعاونٍ.

 العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : التكافل المجتمعي واجب الوقت

ثالثًا: كيفَ نستقبلُ رمضانَ؟

أيُّها الإخوةُ المؤمنون: هناكَ عدةُ أمورٍ نستقبلُ بها شهرَ رمضانَ المبارك؛ حتى نكونَ مِن الفائزين، مِن أهمِّهَا:

الدعاءُ بأن يبلغَكَ اللهُ شهرَ رمضانَ: فندعو اللهِ أنْ يبلغنَا هذا الشهرَ الكريمَ، كما كان السلفُ يفعلونَ ذلك، فقد كانوا يدعونَ اللهَ ستةَ أشهرٍ قبلَ رمضانَ أنْ يبلغَهُم رمضانَ، ثم يدعونَهُ ستةَ أشهرٍ بعدَ رمضانَ أنْ يتقبلَ منهم رمضانَ، وكان يحيى بنُ أبي كثيرٍ يقولُ: “اللهُمَّ سلمنَا إلى رمضانَ، وسلمْ لنَا رمضانَ، وتسلمهُ منَّا متقبلًا”.

ومنها: التخليةُ قبلَ التحليةِ: فالقلوبُ مملوءةٌ بالسوادِ والظلمةِ طوالِ العامِ مِن أثرِ الذنوبِ والمعاصِي، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ:”إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ:{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }(الترمذي وصححه)، فتخيلْ كيف حالُ قلبِكَ بعدَ أحدَ عشرَ شهرًا مِن المعاصِي والآثامِ؟!! فيجبُ أنْ نخلِّىَ القلبِ ونجليَهُ ونطهرَهُ مِن هذه الآثامِ والظلماتِ، قبلَ أنْ نحليَهُ بالعبادةِ والطاعةِ، فلا يجوزُ أنْ ندخلَ القرآنَ والصلاةَ والذكرَ على مثلِ هذه القاذوراتِ، حتى نطهرَ القلبَ منها.

ومنها: إصلاحُ ذاتِ البين: فكثيرٌ منَّا – إلّا مَن رحمَ اللهُ – بينَهُ وبينَ أخيهِ أو صديقهِ أو زميلهِ أو أحدِ أقاربهِ أو جيرانهِ خلافٌ وشقاقٌ وخصامٌ وشحناءٌ وبغضاءٌ، ولا شكَّ أنَّ ذلك سببٌ عائقٌ ومانعٌ لرفعِ الأعمالِ وحجبِ المغفرةِ والرحماتِ والبركاتِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:” تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا” (مسلم) . ويقولُ ﷺ: “ألَا أخبركُم بأفضلَ مِن درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟ قالُوا: بلَى، قال: ” إصلاحُ ذاتِ البين، فإنِّ فسادَ ذاتِ البينِ هي الحالقةُ، لا أقولُ: تحلقُ الشعرَ، ولكنْ تحلقُ الدينَ”. ( أبو داود بإسناد صحيح) .

فالعبدُ يجتهدُ في الصيامِ والقيامِ وقراءةِ القرآنِ وصلةِ الأرحامِ والإنفاقِ وغيرِ ذلك مِن القربات، وكلُّ ذلك يحلقهُ الخصامُ والشحناءُ والبغضاءُ وفسادُ ذاتِ البينِ، بل إنَّ أعمالَهُ لا ترفع ولن يغفرَ اللهُ حتى يصطلحَ مع أخيهِ.

روى عن ابنِ مسعودٍ أنَّهُ سُئِلَ: كيفَ كنتُم تستقبلونَ شهرَ رمضانَ؟ فقال: ما كان أحدُنَا يجرؤُ أنْ يستقبلَ الهلالَ وفي قلبهِ مثقالُ ذرةِ حقدٍ على أخيهِ المسلمِ.

ومنها: التكافلُ والكرمُ والجودُ: لأنَّ شهرَ رمضانِ يمتازُ بأنَّه شهرُ المواساةِ والتراحمِ والجودِ والكرمِ والتكافلِ بينَ المسلمين، حيثُ حثَّ الإسلامُ على الصدقةِ في هذا الشهرِ توثيقًا لرابطةِ المسلمين بعضهم مع بعض، وسدًا لحاجةِ الفقراءِ والمساكين. ولهذا السببِ ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ، فَـلَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ ”. ( البخاري ).

وقد سُئِلَ أحدُ السلفِ: “لمَ شُرِعَ الصيامُ”؟ قال: ”ليذوقَ الغنيُّ طعمَ الجوعِ، فلا ينسَى الجائعَ”.

وكان ابنُ عمرَ – رضي اللهُ عنهما – يصومُ ولا يفطرُ إلَّا مع المساكين، فإذا منعَهُم أهلُهُ عنهُ لم يتعشَّ تلك الليلةَ، وكان إذا جاءَهُ سائلٌ وهو على طعامهِ أخذَ نصيبَهُ مِن الطعامِ، وقامَ فأعطاهُ السائلَ، فيرجعَ وقد أكلَ أهلُهُ ما بقِيَ في الجفنةِ، فيُصبحَ صائمًا ولم يأكلْ شيئًا.

قال الإمامُ الشافعيُّ: “أُحِبُّ للرجلِ الزيادةَ بالجودِ في شهرِ رمضانَ اقتداءً برسولِ اللهِ ﷺ ولحاجةِ الناسِ فيهِ إلى مصالحهِم، ولتشاغلِ كثيرٍ منهُم بالصومِ والصلاةِ عن مكاسبِهِم”. [ لطائف المعارف].

فلله درُّ تلك النفوسِ ما أجودَهَا وما أكرمَهَا وما أسخاهَا! وما أشدَّ إيثارهَا! وما أعظمَ رغبتهَا فيما عندَ مولاهَا!

فما أحوجَنَا إلى التكافلِ المجتمعِي ولا سيَّمَا وقتُ الشدائدِ والأزماتِ، ونحن مقبلونَ على شهرِ الجودِ والبركاتِ.

نسألُ اللهَ أنْ يباركَ لنا في شعبانَ وأنْ يبلغَنَا رمضانَ، وأنْ يحفظَ مصرَنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ ،،

 

الدعاء،،،  وأقم الصلاة،،،، كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

                                           د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »